فإذا قضيت دخلوا فجمعوا، فيكون في هذا اختلاف وتفرق كلمة (?) .
وبناء على هذا فقد اختلف أصحاب هذا القول فيما يفعل من دخل المسجد ووجد الصلاة قد قضيت:
فظاهر الرواية عند الحنفية أنهم يصلون فرادى (?) ، وهو رأي الشافعي - رَحِمَهُ اللهُ - فإن صلوا جماعة أجزأتهم عنده، وهو رأي الإمام مالك (?) .
إلاَّ أن مالكاً - رَحِمَهُ اللهُ - قال: إن طمع أن يدرك جماعة من الناس في مسجد آخر غيره فلا بأس أن يخرج إلى تلك الجماعة.
وإن كانوا جماعة فلا بأس أن يخرجوا من المسجد فيجمعوا وهم جماعة إلاَّ أن يكون في المسجد الحرام أو المسجد النبوي الشريف (?) .
وكما هو ظاهر من كلام مالك لا فرق في كراهة تكرار الجماعة بين أن يكون الداخل واحداً أو جماعة.
أمَّا عند الشافعية فإن كان الداخل واحداً استحب لبعض الحاضرين الذين صلوا أن يصلوا معه لتحصل له الجماعة ويستحب أن يشفع له من له عذر في عدم الصلاة معه إلى غيره ليصلي معه (?) .
وذلك للحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري أن رجلاً جاء وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من يتصدق على هذا فقام رجل فصلى معه " (?) .