ادب الموعظه (صفحة 99)

قال أبو حازم سلمة بن دينار رحمه الله: "أفضل خصلة ترجى للمؤمن أن يكون أشد الناس خوفا على نفسه، وأرجاه لكل مسلم"1.

ويقول مخاطبا نفسه مرزيا عليها: "يا أعرج! ينادى يوم القيامة: يا أهل خطيئة كذا وكذا فتقوم معهم، ثم ينادي: يا أهل خطيئة كذا وكذا فتقوم معهم؛ فأراك يا أعرج تريد أن تقوم مع أهل كل خطيئة"2.

وقد رئي أبو الحسين الرازي ت 304 رحمه الله في المنام بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: "غفر لي بقولي عند الموت: اللهم إني نصحت الناس قولا، وخنت نفسي فعلا؛ فهب خيانة فعلي لنصح قولي"3.

وها هو ابن الجوزي وهو من أكبر أئمة الوعظ يكثر البكاء على نفسه، واستشعار تقصيره في جنب الله عز وجل.

يقول رحمه الله: "إلهي! لا تعذب لسانا يخبر عنك، ولا عينا تنظر إلى علوم تدل عليك، ولا يدا تكتب حديث رسولك؛ فبعزتك لا تدخلني النار"4.

ويقول مبتهلا إلى الله ـ عز وجل ـ "ارحم عبرة تترقرق على ما فاتها منك، وكبدا تحترق على بعدها عنك"5.

وفي كتابه صيد الخاطر نماذج كثيرة من هذا القبيل، وإليك حرفا منها، يقول رحمه الله: "إخواني! لنفسي أقول؛ فمن له شرب معي فليرد: أيتها النفس! لقد أعطاك الله ما لم تؤملي، وبلغك ما لم تطلبي، وستر عليك من قبيحك ما لو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015