ادب الموعظه (صفحة 2)

الطرق الكفيلة بنجاحها؛ فيورد لكل مقام مقالا يناسبه, ويكسو كل معنى من المعاني ثوبا يليق به, ويخاطب كل طائفة على قدر عقولهم, ويلا قيهم بالسيرة التي هي أدعى إلى إقبالهم, وأسرع أثرا في صرفهم عن غوايتهم.

ولا ريب أن الوعظ عمل جليل, وله- في نظر الشارع- مقام رفيع.

فلوعظ هو الدعوة إلى ما فيه خير وصلاح, والتحذير مما فيه شر وفساد.

والواعظ هو الذي يرشد الجاهلين, وينبه الغافلين, ويعالج النفوس الطائشة مع أهوائها؛ ليعيدها إلى فطرتها السليمة من الإقبال على الفضائل, والترفع عن الرذائل.

ولكن القيام بهذا العمل جهاد يحتاج إلى المعية مهذبة, ودراية بالطرق الحكيمة, علاوة على العلم الذي يميز به بين الحق الباطل, ويفرق به بين المعروف والمنكر.

ثم إن العلم والنباهة, وحكمة الأسلوب لا تأتي بثمرتها المنشودة إلا أن يكون الواعظ طيب السريرة, مستقيم السيرة.

هذه هي آداب الموعظة, وأدواتها على سبيل الإجمال.1

أما تفصيل ذلك فسيأتي في ثنايا الصفحات التالية- إن شاء الله-.

وسيلحظ القارئ الكريم أن بعض تلك الآداب داخل في بعض, وأن بعض الآثار يصلح إيراده في أكثر من موضع؛ فلهذا قد يجمل الكلام في موضع, ويفصل في موضع آخر.

ثم إن تلك الآداب شاملة لأدب الواعظ في نفسه, وأدبه في موعظته,

طور بواسطة نورين ميديا © 2015