فقال له: "فاصبر عافاك الله، ثم أجابه بعد ذلك".
وقد كان فيهم رضي الله عنهم من يتباطئوا بالجواب عما هو فيه غير مستريب، ويتوقف في الأمر السهل الذي هو عنه مجيب.
بلغنا عمن سمع سحنون بن سعيد: "يزري على من يعجل في الفتوى، ويذكر النهي عن ذلك، عن المتقدمين من معلميه، وقال: إني لأسأل عن المسألة، فأعرفها، وأعرف في أي كتاب هي، وفي أي ورقة، وفي أي "صفحة"1، وعلى كم هي من سطر، فما يمنعني من الجواب فيها إلا كراهة الجرأة بعدي على الفتوى"2.
وبلغنا عن الخليل بن أحمد3، أنه كان يقول: "إن4 الرجل ليسأل عن المسألة ويعجل في الجواب فيصيب فأذمُّه، ويسأل عن مسألة فيتثبَّت في الجواب فيخطئ5 فأحمدُه"6.
وروي عن سحنون بن سعيد أنه قيل له: "إنك لتسأل عن المسألة، لو سئل عنها أحد من أصحابك لأجاب فيها، فتترجَّح فيها7 وتتوقف؟
فقال: إن فتنة الجواب بالصواب، أشد من فتنة المال"8. رضي الله عنه.
ولما ذكره نَلفُتُ إلى نحو ما بلغنا عن القاضي أبي "الحسن"9 علي بن محمد