الغلام، ثم ارمني فإنك إن فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيد واحد ثم صلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات فقال الناس: آمنا برب الغلام، فأتى الملك، فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس، فأمر بالأخدود في أفواه السكك وأضرم فيها النار فقال: من لم يرجع عن دينه فاحموه فيها، أو قيل له: اقتحم، حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أمه اصبري فإنك على الحق" أخرجه مسلم 130/ 18.
واجتمعت في هذه القصة عناصر الإثارة والتشويق وسرد الأحداث في نمو وتطور وتشابك حتى تصل إلى العقدة والأزمة، التي تدفع القارئ إلى البحث عن الحل والانفراج منها في شوق ولهفة، وإذا بالأقدار تتدخل لكي يأتي الحل فيها كرامة تجري على أيدي عباد الله الصالحين.
ومن خلال العرض الأدبي تظهر أهداف القصة السامية وتتحدد فيها معالم القيم الخلقية والإنسانية التي تستثيرها القصة في عاطفة الأطفال، وتحرك مشاعرهم نحوها بالإعجاب والحب والدفاع والسلوك السيئ فيتأدبون بأخلاقها وينشدون قيمها ويبدعون في أعمالهم الأدبية على مثالها أو يجندون أنفسهم للدعوة بمنهجها الفني والإسلامي، وقد سبق أن أوجزنا الجانب الفني، وهذه هي القيم الخلقية بإيجاز أيضا:
1- التمسك بالعقيدة الصحيحة وهي الإيمان بالله عز وجل وحده لا شريك له.
2- انتصار العقيدة الصحيحة، ليحقق الله الحق ويبطل الباطل ولو كره الكافرون، وذلك حين آمن الناس جميعا برب الغلام على الرغم من أنف الملك.