فَمن عالج نفي الْعِزّ من نَفسه ووفقه الله لذَلِك فنال نَفْيه سهل عَلَيْهِ الْمسير فِي طَريقَة محبَّة الله عز وَجل ومحجة الايمان وسبيل الاسْتقَامَة ومدارج الصَّالِحين وَهَان عَلَيْهِ معالجة الصدْق فِي عمله واطمأنت نَفسه الى التذلل والتواضع وطاب لَهُ طَرِيق الْعدْل
لانه لَا يقدر ان يحب للنَّاس مَا يحب لنَفسِهِ وَفِيه الْعِزّ وَلَا يقدر على كظم الغيظ وَفِيه الْعِزّ وَلَا يقدر على قبُول الْحق وَفِيه الْعِزّ وَلَا يقدر على التَّوَاضُع الَّذِي هُوَ شرف التَّقْوَى وحليتها وَفِيه الْعِزّ وَلَا يقدر ان يَدُوم على الصدْق وَفِيه الْعِزّ وَلَا يقدر على ترك الْحَسَد وَفِيه الْعِزّ وَلَا يقدر على ترك الحقد وَفِيه الْعِزّ وَلَا يقدر على ترك العصبية وَفِيه الْعِزّ وَلَا يقدر على سَلامَة الْقلب وَفِيه الْعِزّ وَلَا يقدر على النصح وَفِيه الْعِزّ وَلَا يسلم من الازراء على النَّاس وَفِيه الْعِزّ
فَمَا اكثر ضَرَره واعظم فَسَاده واظهر امْرَهْ واقل رشده وابين غيه عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَمَا اغفل النَّاس عَنهُ واقل معرفتهم بِهِ واشد متابعتهم لَهُ
فالهوى حكمه وَالْكبر اخوه وعضده والجور سيرته وَالْغَضَب سُلْطَانه والرياء عون من اعوانه لَهُ يكْسب واليه يُؤَدِّي وَالْعجب اضعف عون لَهُ والحسد امير جُنُوده والغل صَاحب مشورته
وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْكبر والحسد يأكلان الْحَسَنَات كَمَا تَأْكُل النَّار الْحَطب وَقَالَ بَعضهم الغل والحسد