من فتنته فَلَا يعبأ بِمَا يخيل إِلَيْهِ من ذَلِك ويظن لِأَن كَثْرَة مَا يظنّ النَّاس من ذَلِك لَيْسَ كَمَا يظنون حَتَّى ينْظرُوا الى تَحْقِيق صدقه عِنْد الْبَيَان
فَليُرَاجع العَبْد نَفسه اذا اثْنَي عَلَيْهِ اَوْ مدح اَوْ ذموه اَوْ نسبوه الى مَا يكره فَإِن كَانَ مَا اعجبه من الثَّنَاء والمدحة انما أعجبه لِمَعْنى مَا قُلْنَا من السّتْر والرجاء فِي الثَّنَاء الْحسن وَالْقَوْل الْجَمِيل لمثل قَوْله تَعَالَى {وألقيت عَلَيْك محبَّة مني} {وَآتَيْنَاهُ أجره فِي الدُّنْيَا} قَالَ الثَّنَاء وَقَالَ {وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَة} قَالَ الثَّنَاء الْحسن وَقَوله {وَاجعَل لي لِسَان صدق فِي الآخرين} قَالَ الثَّنَاء الْحسن
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الرجل يعْمل الْعَمَل يُرِيد بِهِ وَجه الله فيحمده عَلَيْهِ النَّاس ويثنون عَلَيْهِ بِهِ فَقَالَ تِلْكَ عَاجل بشرى الْمُؤمن وَقَوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي العَبْد اذا احبه الله لم يُخرجهُ من الدُّنْيَا حَتَّى يملا مسامعه مِمَّا يحب وَقَوله انتم شُهَدَاء الله فِي الارض واشباه ذَلِك فِي الْكتاب وَالسّنة
فَإِن كَانَ سروره بِمَا ذكر بِهِ من الْخَيْر شكرا لستر الله عَلَيْهِ وحمدا