الْحَسَد لَهُ
وبالحري أَن يكون أخف النَّاس عَلَيْك عِنْد الزلة من يطْلب لزلتك عذرا ومخرجا فَإِذا لم يجد للْعُذْر موضعا سَاءَهُ ذَلِك وأخفى مَكَانَهُ وَعند حسنتك يسر فَإِن لم يسر لم تسؤه
فَهَكَذَا فَكُن لَهُم عِنْد الزلة وَعند الْحَسَنَة فَإِذا كنت كَذَلِك فَلَا تحب إِزَالَة نعْمَة أنعمها الله على أحد فِي دين وَلَا فِي دنيا وَلَا تحب أَن يُقيم أحد على مَعْصِيّة الله تَعَالَى وَلَا تحب ان يهْلك ستره عِنْد زلته فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك بقلبك زَالَ عَن قَلْبك الْحَسَد عَن الدّين وَالدُّنْيَا جَمِيعًا
وَمَتى غلبت عَلَيْك الْمُسَابقَة الى ضميرك بِسوء الْمحْضر فَلَا تغلبن على مشاهدته بِحسن الْمُرَاجَعَة من جَمِيع أمورك
وَأعلم أَنَّك مَسْبُوق الى ضميرك بِالْحَسَدِ وَسُوء الظَّن والحقد فَاجْعَلْ الْمُرَاجَعَة شغلا لَازِما وَكن وقافا كَمَا قَالَ الاول الْمُؤمن وقاف وَلَيْسَ كحاطب ليل
فقف وطالع زَوَايَا ضميرك بِعَين حَدِيدَة النّظر نافذه الْبَصَر فَإِذا