وَتخَاف مَعَ ذَلِك ان يرد عَلَيْك عَمَلك اَوْ يكون قد دَخلته آفَة أفسدته عَلَيْك
والراجون ثَلَاثَة
رجل عمل حَسَنَة وَهُوَ صَادِق فِي عَملهَا مخلص فِيهَا يُرِيد الله بهَا وَيطْلب ثَوَابه فَهُوَ يَرْجُو قبُولهَا وثوابها وَمَعَهُ الاشفاق فِيهَا
وَرجل عمل سَيِّئَة ثمَّ تَابَ مِنْهَا الى الله فَهُوَ يَرْجُو قبُول تَوْبَته وثوابها ويرجو الْعَفو عَنْهَا وَالْمَغْفِرَة لَهَا وَمَعَهُ الاشفاق الا يُعَاقِبهُ عَلَيْهَا
واما الثَّالِث فَهُوَ الرجل يتمادى فِي الذُّنُوب وَفِيمَا لَا يُحِبهُ لنَفسِهِ وَلَا يحب ان يلقى الله بِهِ ويرجو الْمَغْفِرَة من غير تَوْبَة وَهُوَ مَعَ ذَلِك غير تائب مِنْهَا وَلَا مقلع عَنْهَا وَهُوَ مَعَ ذَلِك يَرْجُو
فَهَذَا يُقَال لَهُ مفتر مُتَعَلق بالرجاء الْكَاذِب والاماني الكاذبة والطمع الْكَاذِب
وَالْقِيَام على هَذَا يقطع مواد عَظمَة الله من قلب العَبْد فيدوم اعراضه عَنهُ ويأنس بِجَانِب مكر الله ويأمن تَعْجِيل الْعقُوبَة وَهَذَا هُوَ المفتر المخدوع المستدرج
واما امثالنا من النَّاس فَيَنْبَغِي ان يكون الْخَوْف عِنْدهم اكثر من الرَّجَاء لَان الرَّجَاء الصَّادِق انما يكون على قدر الْعَمَل بالطاعات