مخدوع مُتبع لهوى نَفسه وعَلى الانسان معرفَة الْعدْل وَلَيْسَ عَلَيْهِ معرفَة الْفضل إِلَّا تَبَرعا
وَهَكَذَا كل عمل لَا يجب على العَبْد فعله لَا يجب عَلَيْهِ علمه
وَلَا يكون العَبْد من أهل الْعدْل إِلَّا بِثَلَاث خِصَال بِالْعلمِ حَتَّى يعلم مَا لَهُ مِمَّا عَلَيْهِ وبالفعل وبالصبر
فمفتاح الْعدْل واولاه بِالْعَبدِ واوجبه عَلَيْهِ ان يعرف قدر نَفسه فَلَا يكون لَهَا عِنْده قدر فَوق منزلتها وان الشّبَه سَرِيرَته عَلَانِيَته
وأحزم النَّاس فِيهِ واقربهم مِنْهُ مأخذا المراجع لنَفسِهِ فِي كل خطرة تهواها نَفسه أَو تكرهها فَينْظر فِي ذَلِك ان لَو اطلع النَّاس على حَالَته هَذِه فاستحيا أَو كرهها تحول من تِلْكَ الْحَالة الى حَالَة لَا يستحيا مِنْهَا فَإِن الَّذِي لَا يستحيا مِنْهُ ضد الَّذِي يستحيا مِنْهُ
فَإِذا تحول وَاسْتمرّ فَلْينْظر فَإِن اشتهت نَفسه أَن يطلع النَّاس عَلَيْهِ تحول مِنْهُ الى مَا لَا تشتهيه نَفسه فَإِن الَّذِي تشتهيه ضِدّه فَيكون أبدا فِي