هَذَا ويقربه بِلِسَانِهِ غير أَنه اذا صَار الى احْتِمَال شُرُوطه ومحنه لم يتحملها الا بالكره من نَفسه ايكون هَذَا متواضعا
قَالَ اذا كَانَت تِلْكَ الشُّرُوط من الْحُقُوق الْوَاجِبَة فَلم يقبلهَا الا بالكر من نَفسه فَلم يبلغ هَذَا دَرَجَة المتواضعين
وان كَانَت شُرُوطًا دون الْحُقُوق الْوَاجِبَة مِمَّا لَا يحرج العَبْد ترك قبُولهَا من اُحْدُ وَكَانَ طيبا بِقبُول الْوَاجِب مِنْهَا فَهُوَ طَرِيق المتواضعين وعَلى منهاجهم
ويروى عَن بعض الْحُكَمَاء انه كتب الى اخ لَهُ اوصيك يَا أخي بإصلاح مَا بَيْنك وَبَين الله وايثار محبته على هَوَاك والاقبال على عمل من اليه معاملتك وَقَبله حَاجَتك
وَاعْلَم ان ايامك قَليلَة ونفسك وَاحِدَة فَإِن فنيت ايامك فَلَا رَجْعَة لَك فِيهَا وَلَا عوض لَك مِنْهَا وان عطبت نَفسك فَلَا نفس لَك سواهَا
وَهل تَدْرِي يَا أخي مَا اصلاح مَا بَيْنك وَبَين الله
الا يَأْتِيهِ مِنْك شَيْء الا كَانَ فِيهِ لَهُ رضى وَلَا يَأْتِيك مِنْهُ شَيْء الا كَانَ لَك بِهِ رضى فَإِن ضعفت عَن الرضى بِكُل مَا يَأْتِيك من حكم الله وامره