قُلْتُ: فَمَنْ أَعْلَمُ بِالسُّنَّةِ: صَاحِبُنَا أَوْ صَاحِبُكُمْ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ صَاحِبُكُمْ.
قُلْتُ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ، مَنْ أَعْلَمُ بِأَقَاوِيلِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَقَدِّمِينَ: صَاحِبُنَا أَوْ صَاحِبُكُمْ؟ قَالَ: صَاحِبُكُمْ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ: قُلْتُ: فَلَمْ يَبْقَ إِلا الْقِيَاسُ، وَالْقِيَاسُ لا يَكُونُ إِلا عَلَى هَذِهِ الأَشْيَاءِ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الأُصُولَ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يِقِيسُ؟ !
أنا أَبُو الْحَسَنِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ، ثنا أَبِي، ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: «نَاظَرْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ يَوْمًا، فَاشْتَدَّتْ مُنَاظَرَتِي إِيَّاهُ، فَجَعَلَتْ أَوْدَاجُهُ تَنْتَفِخُ، وَأَزْرَارُهُ تَنْقَطِعُ، زِرًّا زِرًّا»
أنا أَبُو الْحَسَنِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الدَّوْلابِيُّ نَزِيلُ مِصْرَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِدْرِيسَ يَعْنِي كَاتِبَ الْحُمَيْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى الْقُرَشِيَّ الْحُمَيْدِيَّ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: " كَتَبْتُ كُتُبَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، وَعَرَفْتُ قَوْلَهُمْ، وَكَانَ إِذَا قَامَ نَاظَرْتُ أَصْحَابَهُ، فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ فِي الْغَضْبِ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُخَالِفُنَا.
قُلْتُ: إِنَّمَا ذَلِكَ شَيْءٌ أَقُولُهُ عَلَى الْمُنَاظَرَةِ، فَقَالَ: قَدْ بَلَغَنِي غَيْرُ هَذَا، فَنَاظِرْنِي.
فَقُلْتُ: إِنِّي أُجِلُّكَ وَأَرْفَعُكَ عَنِ الْمُنَاظَرَةِ، فَقَالَ: لابُدَّ مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَبَي قُلْتُ: هَاتِ ".
قَالَ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ غَصَبَ مِنْ رَجُلٍ سَاجَةً، فَبَنَى عَلَيْهَا بِنَاءً، أَنْفَقَ عَلَيْهَا