له أنْ يخْرج عن هذه الطرائق، ولوْ سومحَ في هذا وقُبلت فيه الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة جدّاًَ أو المنكرة لَفسدت السنَنُ كلها، وقد قدَّمنا الاحتجاجَ على ذلِك.
وأما الاسْتدلال بالموضوعات وَالغرائب وَالأفراد منْ رواته الكَذَبة والمجروحين فَحاشَا وَكلّا أنْ نرجعَ إلى قولهم أَو نقلدهم في فعلهم، لأنا أُمِرْنا بقبول شهادة العَدل دون غيره؟ قال الله العظيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات:6] .
وثبَت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باتفاقٍ أنه قال: "منْ كذب علي متعمْداً فليتبواً مقعدَه من النار".
وقد روى بعض الأغْفال الذين لا يعرفون الصحيح من السقيم وَلا قدرَ ما فيه منَ الإثم العظيم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من بلغه فَضل عَن الله تَعالى- يعني فعمل به- أعطاه الله ذلك، وإن لم يكنْ ذَلك كذلك " وهذا حديث موضوع على ابن عمَر، وعلى جابر بن عبد اللِّه، وعلى أنس بن مالك، فالمتهم بحديث