مَا سمعَه وَما قرأه مَعْرِفَةً تفصل بينهما لا من جهة الحكم، ثم صار ذلك مذهباً لأكثر أصحاب الحديث.
وقال الشافعي: إذا قرأتَ على العالم فقل: أخبرنا، وإذا قَرأ عليك فقل: حَدثنا.
وقال ابن حنْبل: إذا حدثك العالمُ وَحدك فقل: حدثني، وإذا حدّثك في مَلأ فقل: حدثنا، وإذا قرأت عليه فقل: قرأت.
عليه، وَإذا قُرئ عليه فقل: قُرئ عليه وأنا أسْمع.
قال العالم المستبحر أبو عَبد الله محمد بن أحمدَ التجيبىُّ -يعرف بابن الحاجّ-: وَأنا أستحسِن ما قاله ابن حنبل، لأنهُ أبلغ في التحري، وأعدل في حسن التوقي، حَدثني بهذا عنه الأستاذ المقرئ المحدثُ النحوي أبو بكر محمد بنُ خيرِ.
وقال الفقيه أبو العبَّاس الوليد بن بكر الحافظ في كتاب "الوجازة" له: وَقالت طائفةٌ من أهل خُراسانَ: الاختيارُ عنْدنا في السماع من لفظ الراوي، وَفي القراءة عليه أن يقال في ذلك كله: أخبرنا، ويحتجون بأنَّ أخبرنا أعم في التحديث من حدثنا. وأخبرني بعض الحفاظ أن إمَام هذه الطائفة القائلة بهذا الاختيار إسْحاق ابن راهَوَيه.