أرويها ها هنا لتعلم أنه كان مظلوماً فيها وفي أخواتها، ولتقف على طريقته الحلوة، ومعانيه السّهلة، ولفظه الخلوب؛ وقال لنا: كانت جائزتي عليها، بعد نظائر تقدمتها، جائزة لا أستجيز ذكرها، لأنها إن كانت تضع من صاحبها إنها لَتَضع منَي أيضاً. القصيدة:

بَرْحُ اشتِياق وادِّكارِ ... ولَهيبُ أنفاسٍ حِرارِ

ومَدامع عَبراتُها ... تَرفضُّ عن نومٍ مُطارِ

لله قلبي ما يُجِنُّ من الهموم وما يوارِي

لقد انقضَى سُكر الشَّبا ... ب وما انقضَى وصَبُ الخُمارِ

وكبِرْتُ عن وصْل الصّغا ... ر وما سلَوت عن الصغارِ

سقياً لتَغْليسي إلى ... باب الرُّصَافة وابتكارِي

أيام أخْطر في الصِّبا ... نشوانَ مَسْحوَب الإزار

حَجّي إلى حجر الصَّرا ... ة وفي حَدائقها اعتمارِي

ومواطِنُ اللذَّات أو ... طاني ودارُ الرّوم داري

كم رُضت فيها من نفا ... ر محرَّم حُلو النَفارِ

ورَعَيت من قُطْرُبُّلٍ ... روضَ الشقائق والبهارِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015