" يَمْشِي بِرِفْقٍ وَحِلْمٍ , وَوَقَارٍ , وَأَدَبٍ , مُكْتَسِبٌ فِي مَشْيِهِ كُلَّ خَيْرٍ , تَارَةً يُحِبُّ الْوَحْدَةَ , فَيَكُونُ لِلْقُرْآنِ تَالِيًا , وَتَارَةً بِالذِّكْرِ مَشْغُولًا , وَتَارَةً يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِنِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ , وَيَقْتَضِي مِنْهَا الشُّكْرَ , يَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ سَمْعِهِ , وَبَصَرِهِ , وَلِسَانِهِ , وَنَفْسِهِ , وَشَيْطَانِهِ , فَإِنْ بُلِيَ بِمُصَاحَبَةِ النَّاسِ فِي طَرِيقِهِ , لَمْ يُصَاحِبْ إِلَّا مَنْ يَعُودُ عَلَيْهِ نَفْعُهُ , قَدْ أَقَامَ الْأَصْحَابَ مَقَامَ ثَلَاثَةٍ: إِمَّا رَجُلٌ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ خَيْرًا , إِنْ كَانَ أَعْلَمَ مِنْهُ. أَوْ رَجُلٌ هُوَ مِثْلُهُ فِي الْعِلْمِ , فَيُذَاكِرُهُ الْعِلْمَ لِئَلَّا يَنْسَى مَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يَنْسَاهُ. أَوْ رَجُلٌ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ فَيُعَلِّمُهُ , يُرِيدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِتَعْلِيمِهِ إِيَّاهُ. لَا يَمَلُّ مِنْ أَصْحَابِهِ لِكَثْرَةِ صُحْبَةٍ , بَلْ يُحِبُّ ذَلِكَ لِمَا يَعُودُ عَلَيْهِ مِنْ بَرَكَتِهِ , قَدْ شَغَلَ نَفْسَهُ بِهَذِهِ الْخِصَالِ , خَائِفٌ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِغَيْرِ الْحَقِّ , قَدْ أَجْمَعَ الْحَذَرَ مِنْ عَدُوِّهِ الشَّيْطَانِ , كَرَاهِيَةَ أَنْ يُزَيِّنَ لَهُ قَبِيحَ