وفي رواية: قال عثمان: (إنَّ من آخر ما عهد إليّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أن أتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا) (?).

وجه الاستدلال:

حيث منع النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - عثمان من اتخاذ المؤذن الّذي ياخذ أجرة على أذانه؛ فإذا امتنع في الأذان، امتنع في الإمامة من باب أولى؛ لكونها أدخل في باب القرب، والتعلّق بالذِّمَّة (?).

مناقشة الاستدلال:

نوقش الاستدلال بالحديث بما يأتي:

1 - أن الحديث محمول على الورع، وليس على تحريم الأجرة على الإمامة (?).

2 - أن الحديث محمول على الندب، وليس على وجوب اتخاذ المؤذن المحتسب (?). وقد تقدّم ذلك مفصلًا، والجواب عنه (?).

ب- أدلتهم من المعقول: الدليل الأول

الدّليل الأوّل: إنَّ الإمام في الصّلاة خليفة للرسول - صلّى الله عليه وسلم - في الإمامة، والرسول - صلّى الله عليه وسلم - لم يأخذ أجرة على ذلك؛ قال تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]، فكذلك خليفته - وهو الإمام - ينبغي أن يكون مثله، فلا يأخذ على إمامته أجرًا (?).

مناقشة الاستدلال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015