أن لا تخيبني وأنا أريد وجهك.

وقتل لبعض الصحابة ولدان في الجهاد، فعزاه الناس فيهما فبكى وقال: ما أبكي لفقدهما، إنما أبكاني كيف كان رضاهما عن الله حيث أخذتهما السيوف. وكان بعض العارفين يطوف بالبيت، فهجمت القرامطة على الناس فقتلوهم في الطواف، فوصلوا إليه فلم يقطع الطواف حتى سقط من ضرب السيوف صريعاً وأنشد:

ترى المحبين صرعى في ديارهم ... كفتيةِ الكهف لا يدرون كم لبِثُوا

أقل ثمن المحبة بذل الروح:

بدمِ المحبِّ يُباع وصلُهُم ... فمن ذا الذي يبتاعُ بالثمنِ

قال بعض العارفين: إن كنت تسمح ببذل روحك في هذه الطريق، وإلا فلا تشتغل بالترهات:

خاطر بروحك في هوانا واسترح ... إن شئت تحظى بالمحلِّ الأعظمِ

لا يشغُلَنَّك شاغلٌ عن وَصْلِنا ... وانهض على قدمِ الرجاء وقدّمِ

ولما كانت محبة الله عز وجل لها لوازم، وهي محبة ما يحبه الله عز وجل من الأشخاص والأعمال، وكراهة ما يكرهه من ذلك، سأل النبي (الله تعالى مع محبته محبة شيئين آخرين، أحدهما: محبة من يحب ما يحبه الله تعالى، فإن من أحب الله أحب أحباءه فيه ووالاهم، وأبغض أعداءه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015