ينتظر صلاة أخرى، لأنه قد قضى ما جاء المسجد لأجله من الصلاة وجلس ينتظر طاعة أخرى.
وفي الصحيح عن النبي (قال: " وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ".
وأما الجالس قبل الصلاة في المسجد لانتظار تلك الصلاة خاصةً فهو في صلاة حتى يصلي، وفي الصحيحين عن أنس عن النبي (أنه لما أخّر صلاة العشاء الآخرة ثم خرج فصلى بهم: قال لهم: " إنكم لم تزالوا في صلاةٍ ما انتظرتم الصلاة ".
وفيهما أيضاً عن أبي هريرة عن النبي (قال: " الملائكة تصلي عل أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه. ولا يزال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة ". وفي رواية لمسلم: " ما لم يؤذِ فيه، ما لم يحدث فيه ".
وهذا يدل على أن المراد بالحدث: حدث اللسان ونحوه، وفسره أبو هريرة بحدث الفرج، وقيل إنه يشمل الحدثين.
وفي المسند عن عقبة بن عامر عن النبي (قال: " القاعد يرعى الصلاة كالقانت، ويُكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه ". وفي رواية له: " فإذا صلى في المسجد ثم قعد فيه كان كالصائم