ذِكْرُ ذَرْعِ مَسْجِدِ مِنًى وَطُولِهِ وَعَرْضِهِ وَذَرْعُ مَسْجِدِ الْخَيْفِ مِنْ وَجْهِهِ فِي طُولِهِ مِنْ حَدَّتِهِ الَّتِي تَلِي دَارَ الْإِمَارَةِ إِلَى حَدَّتِهِ الَّتِي تَلِي عَرَفَةَ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَثَلَاثَةٌ وَتِسْعُونَ ذِرَاعًا، وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَمِنْ حَدَّتِهِ الَّتِي تَلِي الطَّرِيقَ السُّفْلَى فِي عَرْضِهِ إِلَى حَدَّتِهِ الَّتِي تَلِي الْجَبَلَ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَأَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَطُولُهُ مِمَّا يَلِي الْجَبَلَ فِي حَدَّتِهِ السُّفْلَى إِلَى حَدَّتِهِ الَّتِي تَلِي دَارَ الْإِمَارَةِ مِائَتَا ذِرَاعٍ وَأَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا. وَعَرْضُهُ مِمَّا يَلِي الْإِمَارَةَ مِائَتَا ذِرَاعٍ , وَفِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي دَارَ الْإِمَارَةِ سِتُّ ظِلَالٍ كَانَ زَوَّقَهَا الصَّائِغُ إِسْحَاقُ بْنُ سَلَمَةَ وَعَمِلَهَا , وَفِيهِ مِنَ الْأَسَاطِينِ مِائَةٌ وَثَمَانٌ وَسِتُّونَ أُسْطُوَانَةً , مِنْهَا فِي الْقِبْلَةِ ثَمَانٌ وَسَبْعُونَ مِمَّا يَلِي بَطْنَ الْمَسْجِدِ أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ، وَفِي شِقِّهِ الْأَيْمَنِ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ، وَفِي أَسْفَلِهِ الَّذِي يَلِي عَرَفَاتٍ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ , وَفِي شِقِّهِ الْأَيْسَرِ الَّذِي يَلِي الْجَبَلَ إِحْدَى وَثَلَاثُونَ، مِنْهَا وَاحِدَةٌ فِي الظُّلَّةِ وَعَلَى مَسْجِدِ الْخَيْفِ عِشْرُونَ بَابًا مُتَفَرِّقَةً فِي جَوَانِبِهِ، ثُمَّ قَدِمَ إِسْحَاقُ بْنُ سَلَمَةَ، فَعَمِلَ ضَفِيرَةً لِمَسْجِدِ مِنًى لِيَرُدَّ سَيْلَ الْجَبَلِ عَنِ الْمَسْجِدِ وَدَارِ الْإِمَارَةِ , فَعَمِلَ هُنَالِكَ ضَفِيرَةً عَرِيضَةً مُرْتَفِعَةَ السَّمْكِ وَأَحْكَمَهَا بِالْحِجَارَةِ وَالنَّوْرَةِ وَالرَّمَادِ فَصَارَ مَا يَنْحَدِرُ مِنَ السَّيْلِ يَتَسَرَّبُ فِي أَصْلِ الضَّفِيرَةِ مِنْ خَارِجِهَا، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الشَّارِعِ الْأَعْظَمِ بِمِنًى، وَلَا يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ، وَلَا دَارَ -[309]- الْإِمَارَةِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَصَارَ مَا بَيْنَ الضَّفِيرَةِ وَالْمَسْجِدِ، وَهُوَ عَنْ يَسَارِهِ رِفْقًا لِلْمَسْجِدِ وَزِيَادَةً فِي سَعَتِهِ , وَعَمَّرَ مَا كَانَ يَحْتَاجُ إِلَى الْعِمَارَةِ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ تَهَدَّمَ ذَلِكَ، وَخَرِبَ لِقِلَّةِ تَعَاهُدِهِ الْيَوْمَ، وَعِنْدَنَا جَمِيعُ ذَرْعِ بَاطِنِ الْمَسْجِدِ وَجَمِيعُ مَا فِيهِ، وَلَكِنَّا اخْتَصَرْنَا ذَلِكَ مَخَافَةَ التَّطْوِيلِ، فَكَانَتْ أَبْوَابُ مَسْجِدِ الْخَيْفِ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى قَدِمَ بِشْرٌ الْخَادِمُ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ فَغَيَّرَهَا فَسَدَّ الْبَابَ الَّذِي يَلِي الْجَبَلَ مَخَافَةً مِنَ السَّيْلِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ