حَدَّثَنِي جَدِّي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: " خَطَبَ صَالِحٌ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ هَذِهِ دَارٌ قَدْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهَا وَعَلَى أَهْلِهَا؛ فَاظْعَنُوا عَنْهَا؛ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَكُمْ بِدَارٍ. قَالُوا: رَأْيُنَا لِرَأْيِكَ تَبَعٌ، فَمُرْنَا نَفْعَلْ. قَالَ: تَلْحَقُونَ بِحَرَمِ اللَّهِ وَأَمْنِهِ، لَا أَرَى لَكُمْ دُونَهُ -[74]-. فَأَهَلُّوا مِنْ سَاعَتِهِمْ بِالْحَجِّ، ثُمَّ أَحْرَمُوا فِي الْعَبَاءِ، وَارْتَحَلُوا قُلُصًا حُمْرًا مُخَطَّمَةً بِحِبَالِ اللِّيفِ، ثُمَّ انْطَلَقُوا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ حَتَّى وَرَدُوا مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهَا حَتَّى مَاتُوا، فَتِلْكَ قُبُورُهُمْ فِي غَرْبِيِّ الْكَعْبَةِ بَيْنَ دَارِ النَّدْوَةِ وَدَارِ بَنِي هَاشِمٍ. وَكَذَلِكَ فَعَلَ هُودٌ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ، وَشُعَيْبٌ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ "