استأثر العبّاسيّون بالسلطة وجيّروا هذا الشعار لأنفسهم [1]. وأرى أنه من المستغرب أن يستخدم الحسين الفخي هذا الشعار مجدّدا في دعوته خاصة أنه يدعو لنفسه ولا حاجة في التمويه على اسم من يدعو له. غير أننّا نجد هذا الشعار مستخدما من قبل زيدية الديلم في النصف الثاني من القرن الثالث، ولكن استخدامه ينحصر بين «دعاة» لم يبلغوا درجة الإمامة [2] فتكون دعواهم هذه باسم الامام الذي يدعون إليه كما في حالة الحسن بن زيد الذي ثار سنة 250/ 864 [3]، وكالحسين بن أحمد الكوكبي الذي ثار سنة 252/ 866 [4]. كذلك دعا أبو السرايا في بيعته لمحمد بن إبراهيم سنة 199/ 814 إلى «الرضا من آل محمد» [5]. وقد يكون ورود هذا الشعار في نص البيعة كما ذكرت عند أبي الفرج بسنده عن الحسن بن محمد المزني هو من زيادة المزني نفسه-قياسا ربّما-على ما كان سائدا في عصره ولم يتنبّه إلى أنّ هذا المصطلح استخدم في عصره من قبل «دعاة» وليس من قبل فاطمي يدعو للامامة لنفسه كما في حال الحسين الفخي. ويبدو لي لهذه الاسباب مجتمعة أن نصّ البيعة الذي ذكره ابن سهل الرازي في «أخبار فخ» هو الأكثر موثوقية ودقّة. ولا أجد بدا من التذكير هنا مرّة أخرى بأن هذه المصطلحات كانت قد غدت شائعة في النصف الثاني من القرن الثاني وفي القرن الثالث الهجري عندما ابتدأ بتدوين كتب التاريخ