وأوائل سنة 172/ 788، مما يعني أنّ ثمة ثلاث سنوات بين هذا التاريخ وبين ظهور يحيى في الديلم، فأين كان طوال هذه السنوات؟ هنا تختلف المصادر-وكلّها مصادر زيدية: أمّا أبو الفرج فيذكر نصا عاما [1]: «استتر مدّة يجول في البلدان ويطلب موضعا يلجأ إليه، وعلم الفضل بن يحيى بمكانه في بعض النواحي فأمره بالانتقال عنه وقصد الديلم وكتب له منشورا لا يتعرض له أحد». أمّا «كتاب المصابيح» فروايته أكثر تفصيلا إلاّ أنّه لا يمكن الوثوق بها تماما [2]، فهو يذكر أنّ يحيى خرج في سنة 170 في ولاية موسى وبايعه أهل الحرمين وجميع أهل الحجاز وتهامة وأرض اليمن وأرض مصر والعراقين وبث دعاته في جميع الافاق. . . الخ، ثم يذكر أنّه صار إلى اليمن وأقام بها مدّة ثم صار إلى مصر وأرض المغرب ونواحيها. . . ثم دخل بغداد فخرج إلى الريّ فأقام شهرا أو زيادة، ثم صار إلى خراسان فأقام قريبا من ثلاث سنين، ثم إلى خاقان ملك الترك وأقام عنده سنتين وستّة أشهر ومن هناك خرج إلى طبرستان والديلم [3]. وقصّة الخروج هذه ليست بحاجة لتعليق كي تظهر أنها موضوعة، إذ أنّ يحيى اعتبر من أئمة الزيديّة ولا تصح الإمامة إلا بالخروج؛ ومبايعة أهل الأمصار له أوهى من أن تضعّف خاصة بعد فشل معركة فخ، أما هذا التجوال فجزء منه صحيح إذا استثنينا مصر وأرض المغرب وإذا صححنا التواريخ. وتبقى رواية «أخبار فخ» التي سوف أعالجها هنا [4]، وخطوطها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015