المجانبين للظلم، ولم (?) نملّ من دفع (?) الجور طرفة/عين من نصحنا لأمّتنا، والدّعاء إلى سبيل ربّنا، جلّ ثناؤه، فكان ممّا خلفته أمّته فينا أن سفكوا دماءنا وانتهكوا حرمتنا وايتموا صغيرنا وقتلوا كبيرنا وأثكلوا نساءنا وحملونا على الخشب، وتهادوا رؤوسنا على الأطباق، فلم نكلّ ولم نضعف، بل نرى ذلك تحفة من ربّنا، جلّ ثناؤه، وكرامة كرمنا بها؛ فمضت بذلك الدهور واشتملت عليه الأمور، وربّي منّا عليه الصغير، وهرم عليه الكبير، حتى ملك الزنديق أبو الدوانيق، وقد قال/رسول الله، صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ويل لقريش من زنديقها، يحدث أحداثا يغير دينها ويهتك ستورها ويهدم قصورها ويذهب سرورها»، فسام أمّتنا الخسف، ومنعهم النصف، وألبسهم الذل وأشعرهم الفقر؛ وأخذ أبي عبد الله شيخ المسلمين، وزير المؤمنين وابن سيد النبيّين، صلى الله عليه وآله وسلّم، في بضعة (?) عشر رجلا من أهل بيتي وأعمامي، صلوات الله عليهم ورحمته وبركاته، منهم علي بن الحسن بن الحسن بن علي المجتهد والمحب؛ وأبو الحسين (?) المستشهد بفخ بالأمس، صلوات الله عليهم أهل البيت إنّه حميد مجيد، فأخرج بهم أبو الدوانيق الزنديق، فطبق عليهم بيتا حتى قتلهم بالجوع، وبعث أخي محمد بن عبد الله بن الحسن، صلوات الله عليه، ابنه عليا إليكم فخرج بمصر، فأخذ فأوثق وبعث به إليه، فغلق رأسه بعمود حديد، ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015