ماذا ترى، قال فعدت إلى الموضع فلم أر إلا خيال ذلك البياض قائما (?) في صحن الدار، فقال: أو تدري (?) ما ذلك؟ قلت لا، قال: ذلك يحيى بن عبد الله بن الحسن، إذا صلى العتمة سجد فلا يزال ساجدا حتى يقوم لصلاة الغداة يقطع (?) ليله بسجدة واحدة. قال: فقلت في نفسي: انظر ويلك (?) أن لا تكون المبتلى به، فقال لي: (?) إذا كان كل يوم عند الغداء فأمر الطباخ أن يجمع على مائدة من كل شيء في المطبخ وأمر (?) من يحملها إليه، وكن معه حتى يأكل بحضرتك. ففعلت ذلك أياما، فقال لي (?) يحيى بن عبد الله يوما من الأيام: يا أبا علي، قلت:
لبيك جعلت فداك، قال: إنّ لصاحبك هذا فينا (?) إرادة، وهذه أمانة الله بيني وبينك على (?) أن تكتم عليّ هذه القرطاسة حتى تمضي إرادته فينا، فإذا كان ذلك (?) فناولها إيّاه، قال: فأخذتها منه فإذا قرطاسة قدر أصبع مختومة، قال: فأخذتها منه، ثم قال: حرّجت عليك بوقوفك بين يدي الله لما كتمتها عليّ إلى ذلك الوقت، قال: فكتمتها وأحرزتها، قال (?):
فما مضى لذلك أيام حتى رفعت جنازة من الدار، وقيل جنازة يحيى بن