إذهب فقل له أطعمنا من قدرك، فجئته فقلت له ذلك، فتناول جويما كان بين يديه فأفرغ القدر فيه، قال: فغطيته ودفعته إلى خادم، فركض به حتى وضعه بين يدي الرشيد على مائدته، قال: فتشاغل والله الرشيد (?) بأكله عن الأطعمة كلّها، وأكل ما كان في الجام أجمع حتى لقد رأيته يمسح بلقمته بصلا قد (?) لصق بجانب الجام فيأكله. ثم أقبل علي فقال (?):
يا مسرور أحضرني الساعة مائة خلعة من خاص ثيابي في مائة منديل، ولتكن من أصناف الثياب كلها من ثيابي المقطعة المخيطة، وائتني بمائة وصيف [، فأعجلت ذلك عليه، قال: ليحمل كل وصيف] (?) منديلا وائت بها يحيى وقل له: أطعمتنا من طعامك ونكسوك من كسوتنا، فإن (?) أبى أن يقبل منها شيئا فاعرضها عليه منديلا منديلا وثوبا ثوبا. قال: فمضيت بها إليه وأبلغته الرسالة، فقال (?) يحيى: قل له يا أمير المؤمنين هذا من لباس أهل العافية ولست من أهلها، فليس بي إليها حاجة فاردده إلى موضعه، قلت: فإنه (?) قد أحب أن تنظر إلى هذه الثياب، قال: إصنع ما بدا لك، قال: فجعلت أعرضها عليه ثوبا ثوبا، فما ينظر إليها ولا يحفل بها حتى فرغت منها، فأقبل علي فقال: يا أبا هاشم، أرى أمير المؤمنين قد ذكرني، فإن رأيت أن تخبره بما أنا (?) فيه من الضيق وتسأله/الصفح
%423