ويقول: «الأمان أريد»، حتى قتل وقتل معه رجلان من أهل بيته.

ورمي الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن [1] بنشّابة فأصابت عينه، فجعل يقاتل أشدّ قتال والنّشابة مرتزة في عينه، فصاح به محمد:

يا ابن خال اتّق الله في نفسك، فلك/الأمان، فقال: أتؤمنني على أن تمنعني ممّا تمنع به نفسك؟ فأعطاه على ذلك العهود والمواثيق، فألقى سيفه وأقبل نحوه، فأمر بالنّشابة فنزعت من عينه وأمر بقطنة فغمست في دهن بنفسج وماء ورد، ووضعت في عينه وعصبت، فاستسقى فأمر محمد أن يسقى سويق لوز بثلج، ثم أرسل إلى موسى بن عيسى يخبره بأمره، فقال موسى: أتقطع أمرا دون العبّاس بن محمد، وكان العباس (?) متقدما لموسى، بينه وبين محمد، فبعثه يستشيره في أمره، /فقال العبّاس: لا ولا كرامة، أنت أمير الجيش وليس لمحمد إمرة يعطي فيها أحدا أمانا، ووجّه بالرسالة إلى موسى مع ابنه عبيد الله (?)، فقال موسى:

القول ما قال العبّاس، يقتل ولا ينفذ له أمان؛ فجاء عبد الله يركض مسرورا بذلك فلما صار حيث يرونه استعجل، فجعل يريهم يده أن قد أمر بقتله، وبعث العباس إلى محمد أن (?) أبعث به إلينا، فجدله وبعث به فأمر بضرب عنقه.

فلما فرغ منهم انصرف الجيش إلى مكّة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015