وأذن لي فدخلت، فقال: أي أخي في هذه الساعة؟ قلت: نعم، حتى متى لا يقام لله بحق وحتى متى نضطهد ونستذلّ؟ فقال: ما هذا الكلام؟ قلت: خرج الحسين وبايعناه، فاسترجع، قلت: جعلت فداك، في أمرنا هذا شيء؟
وانصرفت إلى حسين، فلمّا أصبح جاء إلى مسجد رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فصلّى بالناس الصبح، وبلغ العمري خبره، فزعم بعض أهل المدينة عنه أنّه قال: وقد نخب قلبه (?): / «أطعموني ماء واردفوا البغلة بالباب»، وهرب.
وروي أنّه حج من أهل واسط شيخ تلك السّنة قال: فلما قدمت المدينة رأيت للناس حركة أنكرتها، وأتيت مسجد رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وهو غاصّ بالناس والحسين على المنبر يخطب وهو يقول: أيها الناس أنا ابن رسول الله على منبر رسول الله، صلّى الله عليه وآله، أدعوكم إلى سنّة رسول الله، فقلت قولا أسرّه: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ما يصنع هذا الرجل بنفسه؟ وبالقرب منّي عجوز من عجائز أهل المدينة، فنهرتني وقالت: تقول هذا لابن رسول الله؟ فقلت:
يرحمك الله والله ما قلت هذا إلاّ للاشفاق عليه.
وروى النوفلي قال، حدثني محمد بن عبّاد البشري وكان رجلا من خزاعة، قال [1]: صليت صلاة الصبح في مسجد رسول الله، صلى الله