الخ». وقد وردت هذه الصفات في خطب للحسين بن علي [1] وأبي حمزة الخارجي [2]؛ وكذلك قوله «دعاهم الشيطان فأجابوه. . .»، هو صورة وردت في خطبة للحسين بن علي وفي أخرى لأبي حمزة الخارجي [3]، وقد حملت «الإجابة» في القرآن دائما معنى الهداية والخلاص فهي إجابة لداعي الله ولرسله أو أنّها إجابة من الله سبحانه لعباده [4]؛ وإجابة الشيطان هنا تظهر نقيض الإجابة المذكورة في القرآن لتؤكد على الكفر.
أمّا ما ورد في خطبة الحسين من «تولية اليهود والنصارى وشرب الخمور وإتيان الذكور»، فهي صفات غدت مكرورة [5]، وهذا التصعيد في جمع الصفات السلبيّة الذي يطاول تأثيرها الجماعة كلّها «يقتلون خياركم ويستذلّون فقهاءكم، ويقضون بالهوى ويحكمون بالرّشا ويولّون السفهاء. . .» يتيح فسحة للحسين كي يستثير غضب جماعته الذين سمّاهم «أهل القرآن» في خطبته الأولى كما يسمح له بالتصعيد من جديد والإتيان بمعان جديدة «قد درس الكتاب فاوّل على غير تأويله، وغنّي به على المعازف فحرّف عن تنزيله، فلم يبق من الإسلام إلاّ اسمه، ولا من القرآن إلاّ رسمه. .» (5).
وقد شكّل «تأويل القرآن» منذ أن ظهرت الفرق الاسلاميّة في النصف الأوّل من القرن الأول حافزا لكل فرقة كي تدّعي أنها صاحبة الفهم الصحيح والتأويل السليم [6]، وأنّ من عداها هم الذين أساءوا التأويل وأخطأوه ابتغاء الفتنة، وإلى هذا المعنى أشار القرآن الكريم فَيَتَّبِعُونَ ماتَشابَهَ مِنْهُ اِبْتِغاءَ اَلْفِتْنَةِ وَاِبْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ (آل