إبراهيم [1] الرسّي وتبعتها الدولة الهادوية في اليمن [2]. وكان قد مرّ قرنان من الثورات المتتالية والملاحقات من قبل الدولة العبّاسيّة، الأمر الذي أدّى إلى بقاء الدعوة سريّة وانتشارها في أرجاء العالم الاسلامي وإلى نشوء تجمعات زيدية مختلفة في طور الكمون هذا لكل منها تراثها المحلي وفهمها الخاص لمجريات التاريخ الإسلامي.

ويستطيع الدارس عند قراءته للفصل الذي خصّصه الأشعري (324/ 935) في «مقالاته» [3] للزيدية أن يلحظ التشرذم الواسع الذي كان ما يزال يسم الفرقة الزيدية في عصره وصعوبة تتبعه أو فهم طبيعة حركته الداخلية.

كما تجدر الإشارة إلى أن هذين القرنين قد اتّسما بصراع مرير بين أطراف كانت تجمعها كتلة واحدة للمعارضة، أخذ كلّ منها بعد نجاح العباسيّين في الاستيلاء على السلطة وفي تأسيس شرعيتهم، يحاول أن ينازعهم الشرعيّة المستمدّة أساسا من «كاريزما» النبيّ والدعوة ومن فهم كل طرف للتنزيل القرآني ودوره في مجرى التاريخ، كما يحاول أن يقف في وجه بناء مؤسسات الدولة التي سوف تخدم عملية إستيعاب «مفهوم الكاريزما» في داخلها وتأطيره لتأمين استمراريتها وشرعيتها. [4] (Verallta?glichung/perpetuation) وقد اتخذت المعارضة الزيديّة (وهي تمثل مجموعة من التيارات التي التقت عند قواسم مشتركة) شكل دعوة سريّة لها أجهزتها الخاصّة و «جماعتها» التي تلتفّ حول إمام من «أهل البيت» من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015