الوقت الذي ألقى بنفسه في خضم البلاء والعناء من أجل مصالح المسلمين أمر ليس صائبا.

فلمّا لحق بالحضرة تمّ تفويض الحلّ والعقد له في الأمور كلها/، غير أنه لم يشرع- بأي وجه من الوجوه- في مباشرة الأمور المتعلّقة بوظائف الوزارة.

ذكر عودة الصّاحب مهذّب الدين من خدمة «بايجو نوين»

في هذه الأثناء قدم أصحاب البشارات بما ينبئ عن وصول الصّاحب وحصول المآرب. فلحق في أعقابهم بخدمة العتبة السلطانية، وحكى ما حدث من أحداث وإيجاب. وكان السلطان يأمر كل لحظة بتشريفة جديدة ويثني ثناء لا مزيد عليه. وبعد ذلك جاوز شأن الصاحب قلّة شواهق الكمال وذروة الجلال. وأرسل إليه هو والصّاحب شمس الدين في يوم واحد من حضرة السلطنة دواة الوزارة وسيف النيابة الذهبي، وأمر له بإقطاعات وفيرة. فلم يقبل الصّاحب مهذب الدين إلا أربعين ألف درهم، ولم يأخذ لنفسه أكثر من ذلك.

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015