تلك الأيّام أرسل هذا الرباعي لحضرة السلطان:
أيها المليك، إنّ قلب أعدائك قد أوجعه الألم، ووجه الخصم قد اصفرّ خوفا منك
والحقّ أنه برغم ما أعانيه من غصص وآلام
فحسبي أن يكون لي في ملكك «آب كرم» (أي ماء حار) وخبز بارد
غير أنّه بدد ذلك الملك القديم بشؤم القرناء الأشرار، والنّدماء المفسدين والجلساء الجاهلين.
لنعد إلى ما كنّا فيه. وفي اليوم التّالي دخل السلطان المدينة بعون الله، فلمّا استخلص ممالك «أرزنجان» أعطاها للملك «غياث الدين كيخسرو» جدّ سلاطين الوقت، وصرف مبارز الدين أرتقش لكي يكون أتابكا له، وخصّص لهم الكثير من الخزائن وما لا حصر له من الجند ولما كان قد علق بالخاطر الشّريف للسلطان غبار من جهة «الملك الكامل» وأولاد/ «العادل» [كانت همّتة منصرفة دائما نحو غزو الشام للمبادرة باجتثاث جذور أبناء «صلاح الدين» و «العادل» و «شيركوه». فلما منح أرزنجان للملك غياث الدين] (?) فوّض ولاية العهد للملك «عزّ الدين» (?) حفيد الملك العادل، وحمل الأمير على الحلف بذلك.
كما فوّض ولاية الشام إلى الملك «ركن الدين»، وكان أيضا من [أبناء] الملكة «العادلية» (?). وقد ارتجل «نظام الدين أحمد