أوجب الواجبات/. وفي اليوم التالي دعا الحاشية لاجتماع عام، وأحضر الرسول. فأعطاه الرسول رسالة السلطان بعد أن قبّلها، وأبلغ المشافهات، وأوضح الملتمسات، وسلّم الهدايا مشفوعة ببيان تفصيلي لها إلى الخزّان.
فصاح الملك على ملأ من الناس قائلا: بأي لسان يمكن شكر مثل هذه الموهبة. فلئن كنت قد تلقيت أمرا بأن تنتظم ابنتي في زمرة السراري والجواري لكان ذلك مدعاة لفخر أعقابي وخلفي من بعدي فكيف وقد منّ عليّ بمثل هذا الفضل، قبلت على الرأس والعين، ولكن لو أذنتم لي في مهلة قدرها ثلاثة أشهر لتهيئة ما تتمّ به الواجبات، وتجهيز ما يليق بالبنات لكان ذلك مقرونا بالصّواب.
وحمّل الملك الرسول بأنواع الجوائز، وكتب بخطّه رسالة جوابية مشتملة على الانقياد والامتثال وتقلّد المنّة، وبعث بها في صحبة الرسول. ثم عمد إلى تجهيز الواجبات وإعدادها، وأحضر كلّ صانع حاذق وصائغ فائق، واستمرّ العمل ليلا ونهارا مدة ثلاثة أشهر. وهذّب ورتّب الأكاليل المجوهرة والخلاخل المعنبرة والخواتيم والمعاصم الثّمينة والملبوسات الفاخرة المرصّعة بفنون الجواهر، والبغال ذات النّعال الذهبية، وخيولا مسيرها كمسير ريح الصبا، وبخاتيّ (?) في ضخامة الجبال، في قافلة مملوءة (?) بما لا يشمله الحصر من الأحمال والنقود والمتاع.
وسيّر [الملك فخر الدين] الصّدر القاضي شرف الدين- وكان من أكابر