كَانَ الْحَافِظ من بَيت الْخلَافَة وَلم يكن ابْن خَليفَة وَكَانَ ابْن رئيسهم ومذهبهم أَلا يولوا الْخلَافَة إِلَّا ابْن خَليفَة فَمَاتَ الْأَمِير وَلَا ولد لَهُ إِلَّا مَا يتَوَهَّم فِي الْبُطُون وَلذَلِك بِالْحَافِظِ فَلَمَّا لم يظْهر حمل قَالَ عبد الْمجِيد الْحَافِظ لداعيه وَهُوَ الَّذِي يَأْخُذ لَهُم الْبيعَة وَيقوم بالدعوة بَايع لي فَأبى وَامْتنع وخلى عَنهُ وَدفع فعزلوه وَقدمُوا دَاعيا آخر فَبَايع لَهُ وَهَذَا أَيْضا حَدثنِي بِهِ أَبُو المكارم رَحمَه الله تَعَالَى وَلَيْسَ عِنْدِي سواهُ
وَهُوَ يُوسُف بن عبد الْمجِيد الْحَافِظ كَانَ وزيره الْمَعْرُوف بالعادل وَكَانَ ابْن الْعَادِل حسن المنظر بديع الْجمال وَكَانَ الظافر إِلَيْهِ مائلا وَكَانَ يتنكر وَيَمْشي مَعَه فِي اللَّيْل أَزِقَّة مصر فرميت للعادل بطائق فِي الظافر وَفِي ابْنه ينزونه بِهِ فَذكر ذَلِك لِابْنِهِ وَقد خرج لَيْلَة على عَادَتهمَا ويصرفون سِهَام الْمَكْر إِلَيْهِمَا فَلَمَّا قرب من