الْفرس النّوبَة وَهَذَا الرَّسْم من خُرُوج المركوب غدْوَة كل يَوْم هُوَ الَّذِي اتبعهُ مُلُوك صنهاجة بإفريقية وبالقلعة وبجاية وَكَانُوا يسمونه تسايست أَي استايست إِلَى آخر أيامهم يخرج الْقَائِد كل يَوْم بالجيش عَن الْبَلَد فَيَمْشِي مَسَافَة مَعْلُومَة إِلَى مَوضِع مَعْلُوم فيقف بُرْهَة ثمَّ يرجع إِلَى بَاب السُّلْطَان فيقف إِلَى أَن يُؤذن لَهُ فِي الِانْصِرَاف فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم الْأَحَد الثَّالِث من ذِي الْقعدَة خرج مظفر صَاحب المظلة وحضى الْفَتى ونسيم مُتَوَلِّي السِّرّ وَابْن سنكين التركي صَاحب الرمْح وَجَمَاعَة من الْأَوْلِيَاء الكاتميين وهم الْخَاصَّة فبلغوا دير الْقصير ثمَّ الْموضع الْمَعْرُوف ببسلان ثمَّ أَمْعَنُوا فِي الدُّخُول إِلَى الْجَبَل فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ بصروا بالحمار الَّذِي كَانَ رَاكِبًا عَلَيْهِ على قنة من الْجَبَل فوجدوه قد ضربت يَدَاهُ بِالسَّيْفِ فأثر السَّيْف فيهمَا وَعَلِيهِ سَرْجه ولجامه فتتبع الْأَثر فَإِذا أثر الْحمار فِي الأَرْض وَأثر رجل خَلفه وَرجل قدامه فَلم يزَالُوا يقصون هَذَا الْأَثر حَتَّى انْتَهوا إِلَى الْبركَة الَّتِي فِي شَرْقي حلوان فنزلها رجل من الرِّجَال فَوجدَ فِيهَا ثِيَابه وَهِي سبع جباب صوف وَوجدت مزرة لم يحل أزرارها وفيهَا أثر السكاكين فَأَخذهَا ماضي وَجَاء بهَا إِلَى الْقصر فَلم يشك فِي قَتله هَذَا قَول الْقُضَاعِي فِي مَقْتَله وَقَالَ غَيره إِن شبانا من أهل القيروان والأندلس كمنوا لَهُ فِي الْجَبَل فَلَمَّا ظفروا بِهِ قَتَلُوهُ وألقوه فِي النّيل وَقيل إِنَّهُم كَانُوا من المصادمة