وأنشد لأبي تمّام:
بنفسي من أغار عليه منّي ... وأحسد مقلةً نظرت إليه
ولو أنّي قدرت طمست عنه ... عيون النّاس من حذري عليه
وأنشد الآخر:
أغار عليك من قلبي ... ولو أعطيتني أملي
وأشفق أن أرى خدّي ... ك نصب مواقع القبل
ويروى أنّ جميل بن معمر قال لبثينة: ما رأيت مصعب بن الزّبير يخطر بالبلاد إلاّ أخذتني عليك الغيرة.
وعن علي بن عبد الله الجعفري، وكان شاعراً وأديباً، قال: كنت أجلس بالمدينة وأنشد أشعاري، فحجّ أبو نواس فلمّا صار إلى المدينة وأنا ذات يومٍ أنشد، والنّاس مجتمعون علي، إذ دخل أبو نواس. فرأيته من بين النّاس ثمّ قال: يا هذا ألا تنشد بيتيك اللذين تكشّحت فيهما؟ فقلت: وما هما. قال: اللذان تقول فيهما:
ولمّا بدا لي أنّها لا تحبّني ... وأنّ هواها ليس عنّي بمنجلي
تمنّيت أن تبلي بغيري لعلّها ... تذوق حرارات الهوى فترقّ لي