أنّها لعبد الرّحمن بن أمّ الحكم ونحلها ابن مفزع:

ألا أبلغ معاوية بن صخرٍ ... مغلغلةً على الرّجل اليماني

أتغضب أن يقال: أبوك عفٌّ ... وترضى أن يقال: أبوك زان

فاشهد أن آلك من زيادٍ ... كآل الغيل من ولد الأتان

وروى الهيثم بن عدي، أنّ الحسن بن علي تزوّج حفصة بنت عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ الصّدّيق رضي الله عنه، وكان المنذر بن الزّبير يهواها، فبلغ الحسن عنها شيئاً أنكره فطلّقها، فخطبها المنذر فأبت أن تتزوذجه، وخطبها عاصم بن عمر بن الخطّاب فتزوّجته، فرمى إليه المنذر بن الزّبير شيئاً فطلّقها، وخطبها المنذر فأبت أن تتزوّجه فدسّ لها امرأةً من قريش، فأتتها فتحدّثت معها ثمّ ذكرت لها المنذر، وأعلمتها أنّه قد شهّر بحبّها، فقالت: قد خطبني فآليت أن لا أتزوّجه. قالت: ولم ذلك؟ فوالله إنّه لفتى قريش وشريفها وابن شريفها. قالت: شهّرني وفضحني! قالت لها: والآن ينبغي أن تتزوّجيه ليعلم النّاس أنّ كلامه كان باطلاً. فوقع في نفسها كلامها، وجاءت المرأة إلى المنذر فقالت: أخطبها فقد أصلحت لك قلبها. فخطبها فنزوّجته، فعلم النّاس أنّه كان يكذب عليها.

وكان في نفس الحسن منها شيءٌ، وكان إنّما طلّقها لما أبلغه عنها الزّبير. فقال الحسن يوماً لابن أبي عتيق: هل لك في العقيق؟ قال: نعم. فعدل الحسن إلى منزل حفصة فدخل عليها فتحدّثا طويلاً، ثمّ خرج، ثمّ قال لابن عتيقٍ يوماً آخر: هل لك في العقيق يا ابن أبي عتيقٍ؟ فقال له: ألا تقول هل لك في حفصة فتصير إليها على علمٍ، وأسعى لك منها فيما تحب؟! فقال الحسن: أستغفر الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015