فأثبت وجهه وقلت له: من أنت، وفي قيادة من أنت؟ فخبّرني، فمضيت حتّى دخلت على الرّشيد ومعي المؤتمرات، فكنت آمرها على سمعة من عنوانٍ يكون له فيها، فقلت وفتىً من الأنباء فلان بن فلان يطلق سراحه ويعطى عشرة آلاف درهمٍ معونةً له ويصحب فلاناً الرّسول. ففعل ذلك وانصرف إلى أهله.

وحكى إبراهيم بن إسحاق الموصلي، عن أبي السّائب المخزومي قال: تعشّق العرجي امرأةً من قريش فجعلني رسولاً إليها، فأتيتها برسالةٍ وأخذت موعدها لزيارته إلى موضعٍ سمّاه، ثمّ بكرت أنا فأتت على أتانٍ ومعها جاريتها، وجاء على حمارٍ ومعه غلامٌ. فتحدّثنا ساعةً ثمّ قمت عنهما، فوثب عليها، ووثب الغلام على الجّارية، والحمار على الأتان، وقعدت أسمع النّخير من كلّ ناحية.

قال، فقال لي العرجي: يا أبا السّائب، هذا يومٌ غابت عواذله، قال أبو السّائب: فما لي حسبةً أرجو ثوابها رجائي لذلك اليوم وثوابه.

وقال: كان عمر بن أبي ربيعة يتعشّق امرأةً يقال لها أسماء، فوعدته أن يزورها، فتهيّأ لذلك يوماً فأبطأت عليه، فنام، فلم يلبث أن جاءت ومعها جاريةٌ، فضربت الباب فلم يستيقظ، فانصرفت وحلفت أن لا تأتيه حولاً. فقال عمر قصيدته التي أوّلها:

طال ليلي وتعنّاني الطّرب ... واعتراني طول همٍّ ونصب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015