وما كان شيءٌ غير أنّي سمعته ... ينادي نساء المؤمنين بلا مهر
قال، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان فأهدر دم أبي جبرٍ وبعث إلى المثنّى بصلة جزيلة.
وعن عبد الملك بن عمير قال: كانت هند بنت النّعمان بن بشير الأنصاري عند روح بن زنباع، وكانت امرأةً فصيحةً أديبةً، برزةً؛ وكان رجلاً غيوراً، فرآها ذات يومٍ مشرفةً على وفدٍ من جذام. فجعل يضربها، ويقول. أتشرفين وتنظرين إلى الرّجال؟ قالت: ويحك، وهل أرى إلاّ جذاميّاً، والله ما أحبّ منهم الحلال فكيف الحرام؟ فقال روح في ذلك:
أثني عليك بأن باعك ضيّقٌ ... وأنّ أصلك في جذامٍ ملتصق
وفيه تقول هند؟
وهل أنا إلاّ مهرةً عربيّةً ... سلسلة أفراسٍ تحللها بغل
فإن نتجت حرّاً كريماً فبالحرّا ... وإن يك أقرافٌ فما أنجب الفحل
فقال لها روح: اللهمّ إن متّ قبلها فابتلها بزوجٍ يلطم وجهها،