النجوم إصابات عجيبة وَقَدْ ناهز تسعين سنة من عمره.
ثابت بن سنان بن قرة كَانَ فِي أيام المطيع لله وَفِي أمارة الأقطع أحمد بن بويه أبو الحين وقبل ذَلِكَ كَانَ مختصاً بخدمة الراضي وَكَانَ بارعاً فِي الطب عالماً بأصوله فكاكاً للمشكلات وَكَانَ يتولى تدبير المارستان ببغداد فِي وقته وهو كَانَ خال هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابي الكاتب البليغ وعمل ثابت هَذَا. كتاب التاريخ المشهور فِي الآفاق الَّذِي مَا كتب فِي التاريخ أكثر مما كتب وهو من سنة نيف وتسعين ومائتين والي حنين وفاته ف شهور ثلاث وستين وثلاثمائة وعليه ذيل ابن أخته هلال بن المحسن بن إبراهيم ولولاهما لجهل شيء كثير من التاريخ فِي المدتين وإذا أردت التاريخ متصلاً جميلاً فعليك بكتاب أبي جعفر الطبري رضي الله عنه فإنه من أول العالم والي سنة تسع وثلاثمائة ومتى شئت أن تقرن بِهِ كتاب أحمد بن أبي طاهر وولده عبيد الله فنعم مَا تفعل لأنهما قَدْ بالغا فِي ذكر الدولة العباسية وأتيا من شرح الأحوال بما لَمْ يأتِ بِهِ الطبري بمفرده وهما فِي الانتهاء قريبا المدة والطبري أزيد منهما قليلاً ثُمَّ يتلو ذَلِكَ كتاب ثابت فإنه يداخل الطبري فِي بعض السنين ويبلغ إِلَى بعض سنة ثلاث وستين وثلاثمائة فإن قرنت بِهِ كتاب الفرغاني الَّذِي ذيل بِهِ كتاب الطبري فنعم الفعل تفعله فإن فِي كتاب الفرغاني بسطاً أكثر من كتاب ثابت فِي بعض الأماكن ثُمَّ كتاب هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابي فإنه داخل كتاب خاله ثابت وتمم عَلَيْهِ إِلَى سنة سبع وأربعين وأربعمائة وَلَمْ يتعرض أحد فِي مدته إِلَى ما تعرض لَهُ من أحكام الأمور والاطلاع عَلَى أسرار الدول وذلك أنه أخذ ذَلِكَ عن جده لأنه كاتب الإنشاء ويعلم الوقائع وتولى هو الإنشاء أيضاً فاستعان بعلم الأخيار الواردة عَلَى جمعه ثُمَّ يتلوه كتاب ولده غرس النعمة محمد بن هلال وهو كتاب حسن إِلَى بعد سنة سبعي وأربعمائة بقليل وقصر فِي آخر الكتاب لمانع منعه الله أعلم بِهِ ثُمَّ داخله ابن الهمذاني