الفراسة وذكره أبو معشر فِي بعض كلامه.
إبّرخس ويقال إيبرخس الفاضل الكامل فِي علم الرياضة فِي زمن يونان وهو حكيم عالم من حكماء الكلدانيين وَكَانَ قيماً بعلم الأرصاد وعمل آلاتها ورصد الرصد الحقيقي وبحث فِيهِ المباحث الصحيحة وأقام الحجج والبراهين المحكمة وعمل الآلات الجليلة وَكَانَ زمانه بعد زمان ميطن واقطيمن بقريب من ثلاثمائة سنة وعليه اعتمد بطليموس اليوناني القلوذي فِي أرصاده وكثيراً مَا يذكره فِي كتاب المجسطي وَلَهُ من التصنيف. كتاب أسرار النجوم فِي معرفة الدول والملل والملاحم وَقَدْ خرج هَذَا الكتاب إِلَى العربي ومن وقف عَلَيْهِ رأى كتاباً جليلاً فِي معناه يشهد لمؤلفه بتبحر فِي هَذَا النوع وإن كَانَ مذهب البابليين فِي حركات النجوم وصورة هيئة الفلك لَمْ يصل إِلَى من بعدهم عَلَى الوجه لأسباب اعترضت القوم من فساد دولهم ولا علم من آرائهم ولا من أرصادهم غير الأرصاد الَّتِي نقلها عنهم بطليموس فِي كتاب المجسطي فإنه اضطر إِلَيْهَا فِي تصحيح حركات الكواكب المتحيرة إذ لَمْ يجد لأصحابه اليونانيين فِي ذَلِكَ أرصاداً يثق بِهَا.
ابرخس الشاعر اليوناني هَذَا رجل من يونان كَانَ قَدْ أحكم النوع الشعري من الصناعة المنطقية وتفاخر هو وأوميرس الشاعر اليوناني ففخر عَلَى أوميرس بكثرة الشعر وسرعة عمله وخيره ببطاء عمله وقلة شعره فقال أوميرس بلغنا أن خنزيرة بأنطاكية عيرت لبوة بطول ومن الحمل وقلة الولد وافتخرت عَلَيْهَا بضد ذَلِكَ فقالت اللبوة لقد صدقت إني ألد الولد بعد الولد ولكن أسداً.
ارسطيفن من أهل قورينا وقيل أن قورينا فِي القديم هي رفنية بالشام عند حمص والله أعلم وَقَدْ رأيته مكتوباً فِي موضع الرفني هَذَا من فلاسفة اليونانيين لَهُ ذكر وتصدر وَكَانَتْ لَهُ شيعة وفلسفته الأولى قبل أن تتحقق الفلسفة وَكَانَتْ فرقته من الفرق السبع الَّتِي ذكرناهم فِي ترجمة أفلاطون وكانوا أصحابه يعرفون بالقورينائيين نسبة إِلَى البلد وجهلت فلسفتهم فِي آخر الزمان لما تحققت فلسفة المشائين وَلَهُ من الكتب المصنفة. كتاب الجبر يعرف بالحدود نقل هَذَا الكتاب وأصلحه أبو الوفاء محمد بن محمد الحاسب. وَلَهُ أيضاً شرحه وملله بالبراهين الهندسية. وكتاب قسمة الأعداد.