وَلَهُ قصة مع أصحاب بقراط ظريفة تذكر فِي ترجمة بقراط فِي حرف الباء إِن شاء الله تعالى.
أبلونيوس النجار رياضي قديم العهد وهو أقدم من إقليدس بزمان طويل وَلَهُ كتاب المخروطات المؤلف فِي علم أحوال الخطوط المنحنية ليست بمستقيمة ولا مقوسة ولما أخرجت الكتب من بلاد الروم إِلَى المأمون أخرج من هَذَا الكتاب الجزء الأول لا غير يشتمل عَلَى سبع مقالات ولنا ترجم الكتاب دلت مقدمته عَلَى أنه ثمان مقالات وأن المقالة الثامنة تشتمل عَلَى معاني المقالات السبع وزيادة واشترط فِيهَا شروطاً مفيدة وفوائد يرغب فِيهَا ومن ذَلِكَ الزمان وإلى يومنا هَذَا يبحث أهل الشأن عن هَذِهِ المقالة فلا يطلعون لَهَا عَلَى خبر ولا شك أنا كَانَتْ من ذخائر الملوك لعزة هَذِهِ العلوم عند ملوك يونان وكنت قَدْ ذاكرت بعض من يعاني شيئاً من هَذَا العلم فِي زماننا أَوْ يدعيه بأمر هَذِهِ المقالة فقال لي قَدْ وجدت وأخذ فِي وصفها فذكر مَا لَمْ يطابق كلام مؤلفها فِي وصفها فعلمت أنه يجهل الأصل والفرع فأضربت عنه وتركته بجهله وهذا الكتاب أعني المخروطات لابلونيوس هَذَا وكتاب آخر من تصنيفه فِي هَذَا النوع هما كانا السبب فِي تصنيف إقليدس كتابه بعد زمن طويل عَلَى مَا سيأتي ذكره فِي ترجمة إقليدس إِن شاء الله تعالى فإنه ألبق بذلك الموضع.
وذكر بنو موسى بن شاكر فِي أول كتاب المخروطات أن ابلونيوس كَانَ من أهل الإسكندرية وذكروا أن كتابه فِي المخروطات فسد لأسباب منها استصعاب نسخه وترك الاستقصاء لتصحيحه والثاني أن الكتاب درس وانمحي ذكره وحصل متفرقاً فِي أيدي الناس إِلَى أن ظهر رجل بعسقلان يعرف بأوطيقوس وَكَانَ هَذَا مبرزاً فِي علم الهندسة معلماً وقال بنو موسى أن لهذا الرجل كتباً حسنة فِي الهندسة لَمْ يخرج منها إلينا شيء البتة فلما أن جمع مَا قدر عَلَيْهِ من الكتاب أصلح منه أربع مقالات وقال بنو موسى أن الكتاب ثماني مقالات والموجود منه سبع مقالات وبعض الثامنة وترجم الأربع المقالات الأولة بَيْنَ يدي أحمد بن موسى هلال بن هلال الحمصي والثلاث الأواخر ثابت بن قرة الحراتي والذي يصاب من المقالة الثامنة أربعة أشكال