وهو مقدم فِي ذَلِكَ وَلَمْ ير أذكى منه وَلَهُ مصنفات حسان فِي هَذَا الشأن ظفرت لَهُ برسالة فِي ذكر مَا صنفه فمن تصانيفه عَلَى مَا حكى فِي الرسالة فِي أمر علم النجوم ثلاثة كتب أولها كتاب سماه كتاب آلات الإظلال كَانَ بدأ بعمله فِي السنة السادسة عشر أَوْ السابعة عشر منذ أول عمره وأطال فِيهِ إطالة كرهها بعد ذَلِكَ فخففها وقررها عَلَى ثلاث مقالات وصححه فِي السنة الخامسة والعشرين من عمره والثاني الَّذِي بين أمر الرخامات كلها وذلك أنه جمع جميع أعمال الرخامات الَّتِي بسائطها مسطحة إِلَى عمل واحد يعمها وأقام عَلَيْهِ البرهان مع أشياء بينها كالحال فِي عمل واحد والثالث فِي الظل وَمَا يسأل العوام منه وأمر الرخامة الَّتِي لا يطول فِيهَا الظل ولا يقصر وغير ذَلِكَ مما يحتاج إِلَيْهِ فِي نصب الرخامات واستخراج السطوح لَهَا وخطوط أنصاف النهار وغير ذَلِكَ ثُمَّ عمل بعد ذَلِكَ كتاباً فيما كَانَ بطليموس القلوذي استعمله عَلَى سبيل التساهل فِي استخراج اختلافات زحل والمريخ والمشتري فإنه أفرد لذلك مقالة تممها فِي السنة الرابعة والعشرين من عمر وبين أنه لو عدل عن ذَلِكَ الطريق إِلَى يره لاستغني عن التساهل الَّذِي استعمله وسلك فِيهِ غير سبيل القياس وعمل فِي الهندسة ثلاث عشرة مقالة منها إحدى عشرة مقالة فِي الدوائر المتماسة بين فِيهَا عَلَى أي وجه تتماس الدوائر والخطوط الَّتِي تجوز عَلَى النقط وغير ذَلِكَ وعمل بعد ذَلِكَ مقالة أخرى تممه ثلاث عشر مقالة فِيهَا إحدى وأربعون مسألة هندسية من صعاب المسائل فِي الدوائر والخطوط والمثلثات والدوائر المتماسة وغير ذَلِكَ سلك فِيهَا طريق التحليل من غير أن ذكر تركيباً إِلاَّ فِي ثلاث مسائل احتاج إِلَى تركيبهم وعمل مقالة ذكر فِيهَا الوجه فِي استخراج المسائل الهندسية بالتحليل والتركيب وسائر الأعمال الواقعة فِي المسائل الهندسية وَمَا يعرض للمهندسين ويقع عليهم من الغلط من الطريق الَّذِي يسلكونه فِي التحليل إِذَا اختصروه عَلَى حسب مَا جرت بِهِ عادتهم وعمل أيضاً مقالة لطيفة فِي رسم القطوع الثلاثة بين فِيهَا كَيْفَ توجد نقط كثيرة بأي عدد شئنا تكون عَلَى أي قطع أدرنا من قطوع المخروط.