ويبطن خلاف ذَلِكَ مما ظهر عَلَى لسانه فِي هَذَا المجلس المذكور واتفق أن اعتل ماسويه بن يوحنا بن ماسويه بعد الحديث المتقدم بليال قلائل وَقَدْ ورد رسول المعتصم من دمشق أيام كَانَ بِهَا مع المأمون فِي أشخاص يوحنا بن ماسويه إليه فرأى يوحنا فصد ماسويه ولده ورأى الطيفوري جده لأمه وابناه زكريا ودانيال خلاف مَا رأى يوحنا والده ففصد يوحنا وخرج من ذَلِكَ اليوم إِلَى الشام ومات ماسويه بن يوحنا فِي الثالث من خروج أبيه فكان الطيفوري جده وولداه يحلفون بالله فِي جنازته أن يوحنا تعمد قتله ويستدلون بما حكاه لهم أبو الحسن يوسف من كلامه فِي منزل هارون بن إسماعيل.
يوسف الهروي كَانَ منجماً مشهوراً فِي زمانه ولع تصانيف فِي أمر الحدثان سماه. كتاب الرزق النجومي نحو ثلاثمائة ورقة.
يوسف الساهر الطبيب ويعرف بالقس كَانَ طبيباً فِي أيام المكتفي مشهور الذكر مكباً عَلَى الطلب كثير الاجتهاد فِي تحصيل الفوائد وسمي الساهر لأنه كَانَ لا ينام من الليل إِلاَّ قليلاً وكان يقول النوم نظير الموت والطبيب يجتهد فِي أسيب الحياة ويفيدها غيره فلم يتعجل الموت وإنما ينال من النوم مَا يحصل منه راحة الجسم وهو مقدار ثلاث ساعات أَوْ أزيد قليلاً فكان ينام ذَلِكَ المقدار ثُمَّ يسهر فِي طلب العلم واستثارته من فرائضه ومن تصانيفه. كتاب الكناش وقيل إنما سمي الساهر لأن سرطاناً كَانَ فِي مقدم رأسه فكان يمنعه النوم فلقب الساهر من أجل ذَلِكَ وإذا تأمل متأمل كناشه رأى فِيهِ أشياء تدل عَلَى أنه كَانَ بِهِ هَذَا المرض.
يوسف بن يحيى بن إسحاق السبتي المغربي أبو الحجاج نزيل حلب وهو فِي سبتة يعرف بابن سمعون وهو جد العاشر أَوْ التاسع هَذَا كَانَ طبيباً من أهل فاس من أرض المغرب مدينة بسواحل البحر الرومي كبيرة جامعة وَكَانَ أبوه بِهَا يعاني بعض الحرف السوقية وقرأ يوسف هَذَا الحكمة ببلاده فساد فِيهَا وعانى شيئاً من علوم الرياضة وأجادها وَكَانَتْ حاضرة عَلَى ذهنه عند المحاضرة ولما ألزم اليهود والنصارى فِي تِلْكَ البلاد بالإسلام أَوْ الجلاء كتم دينه وتحيل عند إمكانه من الحركة فِي الانتقال إِلَى الإقليم المصري وثم لَهُ ذَلِكَ فارتحل بماله ووصل إِلَى مصر واجتمع بموسى بن ميمون القرطبي رئيس