أما الحد الَّذِي أورده عن إقليدس للنقطة فقال أن النقطة هي شيء مَا لا جزء لَهُ فأنا أحب أن أسأله فِي أول مصادرات إقليدس لما منحه الله من العلوم الَّتِي خصه بِهَا فأقول أن عَلَى فهمنا فِي هَذَا الاسم شكوك الأول منها لم حد إقليدس النقطة عَلَى جهة السلب والحدود والرسوم الصحيحة تكون عَلَى جهة الإيجاب ليكون الحد مطابقاً لما ابتنى عَلَيْهِ الأمر وإن رسم شيء عَلَى جهة السلب فإنما يكون ذَلِكَ لأمر لَهُ شركة مع أمور محصورة بالعدد قَدْ عرف جميعها فيجد سلبها كما فعل فرفوريوس فِي العرض والثاني لم رسم النقطة رسم لا يميزها مما سواها فإن رسمها يصلح للوحدة والآن وذلك أن كل واحد من هَذِهِ هو شيء مَا لا جزء لَهُ والثالث مَا العلة الَّتِي من أجلها ضم فِي حد النقطة الصورة إِلَى الهيولى وَفِي الخط ذكر الصورة فقط والرابع مَا الفائدة بدخول نقطة مَا فِي الحد وَمَا المضرة الَّتِي كَانَتْ تكون بإسقاطها مع إبهام المحدود وعموم الحد فِي الجميع والخامس فِي سؤاله حرسه الله مَا الفرق بَيْنَ التلفظ بالحد والقول الجازم فإن ظهر الحد أنه قول جازم محموله مركب فإنك تضع الإنسان وتحكم عَلَيْهِ بأنه حيوان ناطق فكذلك النقطة فهذا مَا التمس جوابه فِي حد النقطة فإن سامحني بهذه السؤالات تفضلاً منه وإلا فليحتسب بِهَا من جملة الألف مسألة الَّتِي فسح فِي تحديه بِهَا .. ومن هَذَا الفصل فأما اعتقاده أن جذب المغناطيس للحديد يكون بخطوط تخرج من الحجر فيلزم منه أن يكون كلما جذب الحجر الحديد نقصان الحجر وزيادة الحديد إِذَا كَانَتْ هَذِهِ الخطوط لَهَا ميل طبيعي ولأنها أجسام طبيعية يلتزم تحركها إِلَى المكان لا فِي زمان وهذا محال وَقَدْ خطر ببالي سؤال يحتسب بِهِ الشيخ من جملة الألف مسألة وهو هل الحديد يطلب الحجر شوقاً إِلَيْهِ أم الحجر يجذبه إِلَيْهِ بقسر منه وقبيح بِنَا أن لا نعلم ذَلِكَ ضرورة ونحن نشاهده حساً وهذا سؤال إِن لَمْ نرجع فِيهِ إِلَى مَا قاله ذَلِكَ المؤيد حنين صاحب الأغلوطات بقينا حيارى نعوذ بالله من الميل مع الهوى والانخراط فِي سبيل الشيطان المغوى وعصيان القوة الناطقة .. ووجدت الشيخ فِي فصل من المقالة قَدْ حمى طبعه واحتد غضبه ونشف