ختم المطران ألزمه جناية وَفِي البلد من الحبساء والزهاد فِي الصوامع والجبال كل فاضل يضيق الوقت عن ذكر أحوالهم والألفاظ الصادرة عن صفاء عقولهم وأذهانهم ومن مشاهير تصانيف ابن بطلان كتاب تقويم الصحة فِي قوى الأغذية ودفع مضارها مجدول. كتاب دعوة الأطباء مقامة ظريفة. رسالة اشتراء الرقيق.
ولما جرى لابن بطلان بمصر مع ابن رضوان مَا جرى كتب إِلَيْهِ ابن بطلان رسالة يفظعه فِيهَا ويذكر معائبه ويشير إِلَى جهله بما يدعيه من علم علوم الأوائل وصدرها بهذه الديباجة بسم الله الرحمن الرحيم الانتساب إِلَى الصنائع والاشتراك فِي البضائع موخاة وذمم وحرمات وعصم أدنى حقوقها بذل الإنصاف وأحد فروضها اجتناب الحيف والإسراف ويتصل بي عن الشيخ أدام الله توفيقه وأوضح إِلَى الحق طريقه بلاغات إِذَا قايستها بِنَا ألفيته من حدة طباعه بِهَا وأن عزوته إِلَى مَا خصه الله بِهِ من العلم قطعت بكذبها وَفِي كلا الحالين فإنني أرى الإغضاء هما أمض من كلامه وأرمض من فعاله من الفعال الواجب والمفروض اللازب إذ كنت أثق برجوعه إِلَى الحق وإن مال فِي شعب الباطل لا سيما أني لَمْ أوجده سبيلاً إِلَى المباينة ولا سعيت إِلاَّ فيما أكد أسباب المودة والمحافظة وَلَمْ أتخذه بمسألة سهلة ولا صعبة وهو أدام الله توفيقه جهينتي فِي هَذِهِ الدعوى وَقَدْ كَانَتْ وردت منه إِلَى مسائل وأحبت فِي الحال عنها وتراخيت إِلَى هَذِهِ الغاية عن إنفاذها إبقاء عَلَى هَذِهِ المودة وبلغني بعد ذَلِكَ أنه قال عَلَى سبيل المباهلة يسألني عن ألف مسألة وأسئلة واحدة ولو شئت أن أفصح وأوضح لفعلت ولكن
قومي هم قتلوا أميم أخي ... فإذا رميت يصيبني سهمي
لأني أعتقده والجماعة يجرون مني مجرى الأعضاء تمرض تارة وتصح أخرى وَلَمْ أزل عَلَى هَذِهِ المشاكلة إِلَى أن أوعز إليّ من بعض الجهات الجليلة بما لَمْ يسعني خلافه ولا أمكنني الاجتناب عنه فِي عمل هَذِهِ المقالة وعي سبعة فصول الأول فِي فِي فضل من لقي الرجال من درس فِي الكتاب الثاني فِي أن الَّذِي علم المطالب من الكتب علماً ردياً شكوكه بحسب علمه يعسر حلها الثالث فِي أن إثبات الحق فِي عقيل لَمْ يثبت فِيهِ المحال أسهل من إثباته عند