وقالبّوس من أينس وديمطريوس من انفيبوليس وغير هؤلاء كثير وَكَانَ أفلاطون إِذَا حضره أصحابه للتعلم قام عَلَى رجليه وألقى عليهم الدروس من العلم وهو يمشي حول البساتين الَّتِي وقفها عَلَيْهِ ذيون فيأخذون عنه مَا يلقيه عليهم وهم عَلَى تِلْكَ الحالة فسموا المشائين بذلك.

ولما استكمل إحدى وثمانين سنة من عمر مات وذفن بالبساتين فِي اقاذاميا وتبع جنازته كل من كَانَ بأثينس والذي خلفه من التركة البساتين المذكورة وخلف مملوكين وقدحاً وجاماً وقرطاً من ذهب كَانَ يلبسه وهو غلام وهو لباس أشراف يونان فِي ذَلِكَ الزمان وأما مَا صار إِلَيْهِ من ذيونوسيوس جبار صقلية ومن غيره من الأصدقاء فإنه أنفقه فِي تزويج بنات أخته وَفِي الإحسان إِلَى الأصدقاء لأنه كَانَ من أهل الرياضة والإينار يعلم غيره الساسة فكيف لا يستعملها ولما قبر كتب عَلَى قبره بالرومي مَا تفسيره بالعربي ههنا موضع رجل وهو ارستوقليس الإلهي وَقَدْ تقدم الناس وعلاهم بالعفة وأخلاق العدل فمن كَانَ يمدح الحكمة أكثر من سائر جميع الأشياء فإنه يمدح هَذَا جداً لأن فِيهِ أكثر الحكمة وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ حد هَذَا من الجهة الواحدة عَلَى القبر ومن الجهة الأخرى أما الأرض فإنها تغطى جسد أفلاطون هَذَا وَمَا نفسه فإنها فِي مرتبة من لَمْ يموت. وذكر حنين بن إسحاق الترجمان وأبو نصر محمد بن محمد الفارابي المنطقي وغيرهما من العلماء بالفلسفة أن فلاسفة اليونانيين سبعت فرق سميت بأسماء اتقت لَهَا من سبعة أشياء أحدها من اسم الرجل المعلم الفلسفة والثاني من اسم البلد الَّذِي كَانَ فِيهِ مبدأ ذَلِكَ العلم والثالث من اسم الموضع الَّذِي كَانَ يعلم فِيهِ والرابع من التدبير الَّذِي كَانَ يتدبر بِهِ والخامس من الآراء الَّتِي كَانَ يراها فِي علم الفلسفة والسادس من الآراء الَّتِي كلن يراها فِي الغرض الَّذِي كَانَ يقصد إِلَيْهِ فِي تعلم الفلسفة والسابع من الأفعال الَّتِي كَانَتْ تظهر عَلَيْهِ فِي تعليم الفلسفة أما الفرقة المسماة من اسم الرجل المعلم الفلسفة فشيعة فيثاغورس وأما الفرقة المسماة من اسم البلد الَّذِي كَانَ فِيهِ الفيلسوف فشيعة ارسطيِّس من أهل قورينا وأما الفرقة المسماة من اسم الموضع الَّذِي كَانَ يعلم فِيهِ الفلسفة فشيعة كرسبس وهم أصحاب المظلة سموا بذلك لأن تعلمهم كَانَ فِي رواق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015