محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبد الساتر المقدسي ثُمَّ المارديني ذكره أيضاً أبو حفص عمر بن الخضر بن اللمش بن درمش التركي المتطبب الدتيسري فِي كتابه حلية السريين وقال كَانَ أبوه قاضي ماردين وجده قاضي دتيسر هو فخر الدين بن المشهدي فاضل وقته فِي علوم الحكمة والطب والمرجوع إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ قرأ الطب عَلَى هبة الله بن صاعد بن التلميذ ببغداد وبلغني أن ابن التلميذ لما رأى غزارة فهمه فِي علوم الحكمة أشار عَلَيْهِ بالطب لتعجيل الراحة منه ضرورة حاجة الإنسان إِلَيْهِ فبلغ منه الغاية حَتَّى أن الملوك كَانَتْ تخطبه من النواحي والأقطار وَكَانَ عَلَى علو السن يكرر عَلَى كتب الكبار وقرأ عَلَيْهِ الشهاب السهروردي شيئاً من الحكمة وَلَمْ يبلغني أنه صنف كتاباً مع غزارة علمه وتمكنه وحسن تصرفه فِيهِ إِلاَّ أنه شرح أبيات الشيخ الرئيس أبي علي بن سينا وهي الَّتِي أولها:
هبطت إِلَيْكَ من المحل الأرفع
وأقام بدتيسر عند أبي محمد القاسم بن هبة الله الحريري مدة وَلَمْ أجتمع بِهِ توفي فِي يوم السبت حادي عشر ذي الحجة سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
قال أبو الخير المسيحي بن العطار البغدادي زمن اشتغالي عَلَيْهِ بالطب ببغداد أن عندكم من هو المرجوع إِلَيْهِ فِي هَذَا الشأن وغير وذكر لي محمد بن عبد السلام وَكَانَ يفخم أمره ويعظم شأنه فأخبرته بوفاته رحمه الله تعالى.
محمد بن عمر بن الحسين أبو الفضل الفخر الرازي المعروف