وقته عَلَى كتاب المجسطي وفهموا صورة آلات الرصد الموصوفة فِيهِ تقدم إِلَى علماء زمانه بإصلاح آلات الرصد ففعلوا عَلَى مَا سيأتي ذكره فِي خبر كل واحد منهم إِن شاء الله تعالى.
محمد بن زكريا أبو بكر الرازي طبيب المسلمين غير مدافع وأحد المشهورين فِي علم المنطق والهندسة وغيرهما من علوم الفلسفة وَكَانَ فِي ابتداء أمره يضرب بالعود ثُمَّ ترك ذَلِكَ وأقبل عَلَى تعلم الفلسفة فنال منها كثيراً وألف كتباً كثيرة يأتي ذكرها إِن شاء الله تعالى أكثرها فِي صناعة الطب وسائرها فِي ضروب من المعارف الطبيعية والإلهية إِلاَّ أنه توغل فِي العلم الإلهي وَمَا فهم غرضه الأقصى فاضطرب لذلك وتقلد أرامسخيفة وانتحل مذاهب خبيثة وذم أقوام لَمْ يفهم عنهم ولا هدي سبيلهم ودير مارستان الري ثُمَّ مارستان بغداد زماناً ثُمَّ عمى فِي آخر عمره وتوفي قريباً من سنة عشرين وثلاثمائة هَذَا قول القاضي صاعد بن الحسن الأندلسي وذكر ابن شيراز فِي تاريخه أنه توفي سنة أربع وستين وثلاثمائة وذكره ابن جلجل الأندلسي فِي كتابه فقال أبو بكر محمد بن زكريا الرازي مسلم النحلة أديب طبيب مارستاني دير مارستان الري ثُمَّ مارستان بغداد طويلاً وَكَانَ فِي ابتداء أمره يضرب بالعود ثُمَّ نزع عن لَكَ وأكب عَلَى النظر فِي الطب والفلسفة وبرع فيهما براعة المتقدمين وألف فِي الطب كتباً كثيرة بديعة منها. كتابه الَّذِي سماه الجامع وهو سبحون مقالة ومنها. كتابه الَّذِي بعث بِهِ إِلَى منصور بن خاقان. وكتابه الَّذِي سماه كتاب الأقطاب. وكتابه إِلَى علي بن وهوذان صاحب طبرستان وسماه الطب الملكي. وكتاب فِي التقسيم والتشجير. وكتابه فِي الدساكسير والعزل. وكتابه فِي الطب الروحاني. وكتابه فِي النفس. وكتابه فِي الجدري والحصبة. وكتابه المعروف بالفصول. وألف عَلَى جالينوس