وقال بعض المؤرخين كَانَ قسطا بن لوقا فاضلاً فِي العلوم مليح الطريقة فِي التصنيف اجتذبه سنحاريب إِلَى أرمينية وأقام بِهَا وَكَانَ بِهَا أبو الغطريف البطريق من أهل العلم والفضل فحمل إِلَيْهِ قسطا كتباً كثيرة جليلة فِي أصناف العلوم سوى مَا حماه إِلَى غيره من أصناف شتى ومات هناك وبني عَلَى قبره قبة إكراماً لَهُ كإكرام قبور الملوك أَوْ رؤساء الشرائع قال فلو قلت حقاً أنه أفضل من صنف كتاباً لما احتوى عَلَيْهِ من العلوم والفضائل وَمَا رزق من اختصار الألفاظ وجمع المعاني.
قينون الطبيب أبو نصر كَانَ طبيباً مذكوراً فِي وقته خصيصاً بخدمة الأمير عز الدولة بختيار فقال لَهُ يَا أبا نصر لست والله تبرح من عندي أَوْ تبرئ عيني وأريدها تبرأ فِي يوم واحد فقال لَهُ أبو نصر إِن أردت أن تبرأ فتقدم إِلَى الفراشين والغلمان أن يأتمروا بأمري دونك فِي هَذَا اليوم واحلف لهم أن من خالفني فِي أمري قتلته ففعل بختيار ذَلِكَ فأمر أبو نصر بإحضار اجاتة فِيهَا عسل الطبرزد فلما حضرت غمس يد بختيار فِيهَا ثُمَّ بدأ يداوي عينه بالشياف الأبيض وَمَا يصلح للرمد وجعل بختيار يصيح بالغلمان فلا يجيبه أحد وَلَمْ يزل كذلك إِلَى آخر النهار وذكر أنه كحله عشرة آلاف ميل وبرئ وَكَانَ هو السفير بَيْنَ بختيار والخليفة.
قنطوان البابلي فاضل كامل فِي زمانه عالم بصناعة الموسيقى قيم بِهَا ومن تصانيفه كتاب الإيقاع.
القصراني نسبته أشهر من اسمه وقصران إحدى قرى الري فيما قيل وهو منجم فاضل حكام كَانَ مقيماً بالري يصحب بِهَا الملوك والأمراء وَلَهُ إصابات فِي الأحكام قَدْ أخبر يها فِي كتاب المسائل لَهُ وهو كتاب جليل ملكته بخط الطهراني الرازي وهذا الكتاب يشتمل من ملح هَذِهِ الصناعة عَلَى أنواع عجيبة غريبة.